كيف حرّفت فرنسا تاريخ شمال افريقية بوصف العرب ك "غُزاة و مُحتلين" لترسيخ شرعية إستعمارها لأراضينا؟لقد تعمّدت المدرسة الكلونيالية بوصف العرب كمُستعمرين إستقروا في شمال افريقية بعد طرد الإحتلال الروماني و لم تذكر هذه المدرسة الوجود الفينيقي و الحضارة الفينيقية إلا بصفة سطحية و هذا لترسيخ شرعية إستعمارها في المغرب بتعيين نفسها الوريث لروما و تؤكد الباحثة Diana K. Davis بقولها في صفحة 64 :"في المغرب كان الشباب الفرنسيون الموظفون في مصالح الأهالي يتعلمون من طرف المعلم jean Colin بأن فرنسا هي وريثة روما ...إن الرومان العظماء الذين ورثناهم قد سبق و أن إستعمروا هذه الأرض من قبل العرب "
و تضيف الباحثة : ء" لقد أصبح من واجب فرنسا إحياء الوجود الروماني في شمال افريقية....فرنسا كانت تعتبر شمال إفريقية ملكاً لها لأنها أقنعت نفسها بأنها هي وريثة روما " .
و من هنا نلاحظ أن تجاهل الحضارة الفينقية و إخفاء العنصر الكنعاني /العربي كان من أولويات المدرسة الكلونيالية لأن وجوده ثابث منذ آلاف السنين في المغرب و قبل الاحتلال الروماني. و بتقزيم الوجود الكنعاني في المغرب تتمّ عملية تلصيق صفة "المُحتل " للعنصر العربي الذي طرد روما و يُقطع المغرب العربي من جدوره الشرقية الكنعانية و من هنا أصبح بإمكان فرنسا أن ترسّخ شرعية استعمارها للمغرب بتعيين نفسها الوريثة الوحيدة لروما .