أين تكمن الأهداف الإستراتجية العنصرية للملتقى حول "الامير عبد القادر-أوغستين" ؟المُلتقى بعيد عن كونه "تهريج علمي"، بالعكس سوف نُحلّله سيميولوجياً لنُدرك أن رمزية الجمع بين "الأمير و أوغستين"ما هي إلا عملية تنفيذ خُطّة "التوجيه المعنوي" لذهنية المواطن و قد تفوّق في ذالك الكبيلست و سوف نكتشف أن هذا الملتقى هو تجسيد مُحكم لمُخطّط "تصميم ذاكرة جماعية" مُهَجّنة، مُمَيّعة داخل مجتمعنا. من هنا نرى أن كيان الكبيلست يسعى و يسير بخطوات هادفة، خبيثة و دقيقة في كل الميادين ، فبينماالبعض يُلفت إنتباهنا بصعاليك الشارع الذين يحرقون العلم الجزائري نرى و نلاحظ "صعلكة" من النوع الأكاديمي و الثقافي تمكر جهراً و تتحدّى كل مقاييس الإحترام و الموضوعية إستخفافاً و إحتقاراً لذاكرتنا و عقولنا و ثراثنا و معتقداتنا .
إن جرأة الجمع بين شخصية "الأمير " و القسيس أوغستين تتعدّى و تتفوّق على كلّ ما أتى به المُستشار "ماكيافال/ Machiavel" من استراتجيات المكر و المراوغة و التّحكّم في الأذهان و التلاعب بالعقول و إستعباد الشعوب .
إن رمزية الجمع بين هاتين الشخصيتين [الأمير/أوغسطين] ما هو إلا مؤشر لعزم و رغبة و مبادرات مشروع الكبيلست في تشكيل "ذاكرة جماعية" جديدة مُمَيّعة و مُنقطعة عن أصولها العربية الاسلامية و تصميم "لاشعور جماعي /مخيال جماعي " ثقافي و بسيكولوجي مُمَيّع و مُهَجّن و مُشتّت يمنح لهم مرونة و سهولة الإنتقال لتنفيد مُخططات أخرى تغريبية علمانية على المدى القريب و البعيد .
مثلما قال لي صديق "فإن أوغستين ما هو إلا النسخة الدينية/العقائدية للخائن ماسنيسا " و كل أعماله تؤكد على ولائه الأعمى لسياسة روما الاستعمارية في شمال افريقية . كما يمكن لنا أن نشهد له على تلك العبقرية و التفوق في ترسيخ عقيدة "التثليث الكاتولكية" في المجتمع المسيحي على حساب عقيدة "التوحيد" العالمية/universel.
الجميع يعرف أن عظمة و إنسانية أوغستين تكمن في شراسته و وحشيته في محاربة المسيحيين الدوناتيين الموحدين الذين كانوا يسكنون شمال افريقية، إنه حقًا كان إنساناً عظيماً في مبادراته و تنفيده لتلك المجازر و المحرقة الجماعية في حقّ الدوناتيين الموحدين ، أجدادنا الأبرياء في المغرب الجزائر و تونس .
إلصاق صورة أوغستين بالشخصية المجاهدة للأمير عبد القادر و محاولة ترسيخها كشخصية عظيمة في الذاكرة الجماعية الوطنية مكسب عظيم لأعداء الأمة و الدين و إنه إنجاز عظيم يفتخر به معبد الكبيلست لأنه هو الضوء الأخضر يفتح لهم الطريق للإنتقال لإنجازات أخرى لا تقل عظمةً و إجراماً و خبثاً من إنجازات أوغستين التحريفية و التزويرية للديانة التوحيدية المسيحية الدوناتية.
إن الجمع بين الرّمزين "الأمير-أوغستين" هو بمثابة الجمع بين "الخير و الشّرّ " ، الجمع بين "الحقّ و الباطل"، الجمع بين "الهدى و الظلال "، إن هذا التهريج الاكاديمي في تعظيم و تمجيد أوغستين لن يُخفي و لن يُنْسينا أبداً حجم جنايته و جرائمه في حق سكان هذه الارض الطيبة و لن يمنح أبداً أية شرعية أو مصداقية في تبني شخصية اوغستين كشخصية وطنية مؤهلة للتكريم .
ملاحظة: نلفت إنتباه الاخوة أنه ربما عنوان هذا الملتقى جاء تحدّياً و كردّة فعل لكتاب الاستاذ بوعلام بالسايح الذي صدر عن دار النشر enag و الذي يجمع بين من هما أهلاً و أكثر تكريماً و تشريفاً لذالك "الأمير و الإمام شاميل "