كيف يتمّ إفحام وقاحة المدرسة الكلونيالية التي إدّعت أن:[ما كان يقصده القسيس أوغستين "باللغة البونيقية" لم يكن سوى اللغة الليبية] ؟بدأنا نسمع في هذه الأيام و سوف نسمع كذالك مستقبلاً من طرف التهريج الأكاديمي العنصري للكبيلست أن مصطلح "اللغة البونيقية/الفينيقية " الذي كان يستعمله القسيس أوغستين في كتاباته لم يكن سوى تلك اللغة الليبية المزعومة ، و يدّعي أولائك أن دلالة العبارة "لغة بونيقية" قد أُستعملت من طرف أوغستين بمعنى "لغة ليبية "، و هذا يعني بالتناظر/analogy على سبيلالمثال أن إسم "اللغة العربية" المُستعمل اليوم كان يُقْصَدُ به من قبل " اللغة الإيطالية ،أو الصينية او الروسية".
إنني أُطمْئن أصدقائنا القراء أن هذه الوقاحة الأكاديمية التي يهرّج بها كهنة المعبد الكبيلست قد توارثوها من أمهم الحنون و قد إبتدعتها من قبلهم المدرسة الكلونيالية و قد تصدّى لها المؤرخ الكبير و المختص في الدراسات اللاتينية من جامعة كاليفورنيا البروفسور McAllen GREEN بكتاب خصّصه لهذا الموضوع ردّاً على وقاحة المهرّجين بعنوان : " Augustine’s of Punic " يوضح فيه و يشرح بالأدلة القاطعة المدونة و الموثقة من المصادر اللاتينية بأن ما كان يقصده القسيس اوغستين في كتاباته بعبارة "اللغة البونيقية " هي تلك اللغة السامية القريبة جداً من اللغة العربية و الارامية الشرقية الكنعانية و التي كانت منتشرة و متداولة في جميع انحاء شمال افريقية . هذه اللغة البونقية العربية التي ظلت مُستعملة في شمال افريقية في فترة الاحتلال الرومانيي حتى مجيء الفاتحين المسلمين ، هذه اللغة البونيقية العربية التي حملت في حروفها و سطورها كل مقومات حضارتنا المغاربية العربية و صدرتها لاوروبا بعد الاحتلال الروماني لبلادنا .